نظرية التطور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
من سلسلة مقالات علم الأحياء |
نظرية التطور |
آليات و عمليات |
تلاؤم |
أبحاث و تاريخ |
براهين و إثباتات |
تطور علم الأحياء التطوري |
علم الوراثة البيئي |
بوابة علم الأحياء · |
في علم الأحياء , النشوء أو التطور هي عملية أدت لظهور جماعات المتعضيات organisms الحية , بشكل عام يؤدي التطور لظهور ميزات trait جديدة و متجددة من جيل لأخر , تؤدي في النهاية إلى تغيير و تحسين كافة مواصفات النوع قيد التطور مما يؤدي إلى نشوء نوع جديد من الكائنات الحية . مصطلح نشوء عضوي organic evolution أو النشوء البيولوجي يستخدم غالبا لتفريق هذا المصطلح عن استعمالات اخرى .
بدأ تطور نظرية النشوء الحديثة بإدخال مصطلح الاصطفاء الطبيعي natural selection في مقالة مشتركة لتشارلز داروين و ألفريد روسل والاس . من ثم حققت النظرية شعبية و اسعة بعد الاقبال على قراءة كتاب داروين أصل الأنواع .
كانت فرضية داروين و والاس الأساسية ان التطور يحدث وفق ميزة قابلة للتوريث heritable trait تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الميزة trait بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها . هذه الفرضية كانت جديدة تماما و مخالفة لمعظم أسس النظريات التطورية القديمة خصوصا النظرية المطورة من قبل جان بابيست لامارك.
حسب نظرية داروين و والاس : يحدث التطور نتيجة تغير في ميزات قابلة للتوريث ضمن مجموعة حيوية population على امتداد أجيال متعاقبة , كما يحدده التغيرات في التكرارات الأليلية للجينات . و مع الوقت , يمكن ان تنتج هذه العملية ما نسميه انتواعا , أي تطور نوع جديد من الأحياء بدءا من نوع موجود أساسا. بالنسبة لهذه النظرية فإن جميع المتعضيات الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك common descent , كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر ملايين السنين .
التطور أيضا مصدر للتنوع الحيوي على كوكب الأرض , بما فيها الأنواع المنقرضة المسجلة ضمن السجل الأحفوري أو المستحاثي. [1][2] الآلية الأساسية التي ينتج بها التغير التطوري هي ما تدعوه النظرية : الاصطفاء الطبيعي natural selection (الذي يتضمن البيئي و الجنسي و القرابة مع الانسياق الجيني ), هاتين العمليتين او الآليتين تقومان بتأثيرهما على التنوع الجيني المتشكل عن طريق الطفرات , و التأشيب الجيني genetic recombination و انسياب الجينات gene flow . لذا يعتبر الاصطفاء الطبيعي عملية يتم بها بقاء و نجاة الأفراد ذوي الميزات الأفضل (للحياة) و بالتالي التكاثر . إذا كانت هذه الميزات قابلة للتوريث فإنها ستنتقل إلى الأجيال اللاحقة , مما ينتج ان الميزات الأكثر نفعا و صلاحية للبقاء تصبح أكثر شيوعا في الأجيال اللاحقة . [3][1][4] فبإعطاء وقت كاف , يمكن أن تنتج هذه العملية العفوية تلاؤمات متنوعة نحو تغيرات الشروط البيئية [5]
الفهم الحديث للتطور يعتمد على نظرية الاصطفاء الطبيعي , التي وضعت أسسها أساسا في ورقة مفصلية عام 1858 من قبل تشارلز داروين و ألفرد روسل والاس و نشرت ضمن كتاب داروين الشهير أصل الأنواع. في الثلاثينات من القرن العشرين , ترافق الاصطفاء الطبيعي الدارويني مع نظرية الوراثة الماندلية لتشكل ما يدعى الاصطناع التطوري الحديث , و عرفت أيضا بالداروينية-الجديدة Neo-Darwinism . الاصطناع الحديث modern synthesis يصف التطور كتغير في تكرار و توافر الأليلات ضمن مجموعة حيوية population من جيل إلى الجيل الذي يليه . [5] هذه النظرية سرعان ما أصبحت المبدأ المركزي المنظم للبيولوجيا الحديثة , نسبة لقدرتها التفسيرية و التنبؤية العالية , تربط حاليا بشكل مباشر مع دراسة أصل مقاومة المضادات الحيوية في الجراثيم , eusociality في الحشرات , و التنوع في النظام البيئي ecosystem للأرض . مع أن هناك إجماع علمي بشكل كبير لدعم صلاحية و صحة نظرية التطور , لتطبيقاتها الكثيرة و قدرتها التفسيرية و التنبؤية العالية لأصول الجناس و النواع الحية , فإن هذه النظرية تبقى في قلب جدالات دينية و اجتماعية حول مفاهيمها و مدى صحتها بسبب صدامها مع بعض الرؤى حول نظرية الخلق في بعض الديانات . إحدى المحاولات لتقديم رؤية بديلة تحاول تقديمها نظرية التصميم الذكي .
[تحرير] دراسة التطور
مقالة رئيسية:علم الأحياء التطوري
[تحرير] تاريخ الفكر التطوري
تعود فكرة التطور البيولوجي إلى عهود قديمة فبعض الفلاسفة الإغريق كانوا يؤمنون بهذه الفكرة مثل أناكسيماندر و أبيقور إضافة لبعض قلاسفة الهند مثل باتانجالي. لكن النظريات العلمية للتطور لم تظهر بشكلها الحالي إلا في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر على يد جان-بابيست لامارك و تشارلز داروين .
تطافر الأنواع transmutation of species (التحول بالطفرات) كان أمرا مقبولا من قبل العديد من العلماء قبل 1859 , لكن عمل داروين عن أصل الأنواع عن طريق الاصطفاء الطبيعي أمن أول طرح مقنع و كامل لهذه الفرضية [6] للآلية التي يحدث بها التغير التطوري من نوع لآخر : ألا وهي الاصطفاء الطبيعي . بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من ألفردروسل والاس بكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي .لهذا يتسب لوالاس دورا مشاركا في التأسيس لهذه النظرية . [7] نشر كتاب داروين أثار قدرا كبيرا من الجدل العلمي و الاجتماعي . فبرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولا من قبل عدد كبير من العلماء , فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها و نقدها بقوة . إضافة لذلك كان داروين قادرا أن يبين الاختلاف بين النواع مفسرا إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم , إلا انه كان عاجزا عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النواع عبر الأجيال , كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد ماندل . [8]
استطاع غريغور ماندل بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة certain traits في حبات البازلاء , هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت قابلة للتوريث بنسب واضحة قابلة للتنبؤ . [9] أعيد إحياء عمل ماتدل في عام 1901 , و فسر بداية على أنه دعم "للقفزة" المعاكسة للداروينية , أو ما يدعى بمدرسة القفز التطوري saltationist و معاكسة لفكرة التدرجية . [10]
|
---|
عمليات التطور: تلاؤم adaptation - إثبات - تطور واسع macroevolution - تطور دقيق microevolution - انتواع (تشكل نوع جديد) speciation |
آليات: اصطفاء selection - انسياق جيني genetic drift - انسياب الجينات gene flow - طفرة mutation |
أنماط: تخلق تغيري anagenesis - تخلق تراجعي - تخلق تفرعي cladogenesis (فرع حيوي Clade ) |
تاريخ: تاريخ الفكر التطوري - تشارلز داروين - أصل الأنواع - التشكل التطوري الحديث |
حقول أخرى: علم الوراثة المجموعي - علم الوراثة البيئي - تطور بشري - تطور جزيئي - علم الوراثة العرقي - نظاميات systematics - تنموي تطوري |
قائمة مواضيع البيولوجيا التطورية | خط زمني للتطور | خط زمني بالتطور البشري |
[تحرير] المراجع
- ↑ 1.0 1.1 Futuyma, Douglas J. (2005). Evolution. Sunderland, Massachusetts: Sinauer Associates, Inc. ISBN 0-87893-187-2.
- ↑ Gould, Stephen J. (2002). The Structure of Evolutionary Theory. Belknap Press. ISBN 0-674-00613-5.
- ↑ Lande, R., Arnold, S.J. (1983). "The measurement of selection on correlated characters". Evolution 37: 1210–1226.
- ↑ Haldane, J.B.S. (1953). "The measurement of natural selection". Proceedings of the 9th International Congress of Genetics 1: 480–487.
- ↑ 5.0 5.1 Mechanisms: the processes of evolution. Understanding Evolution. University of California, Berkeley. URL accessed on 2006-07-14.
- ↑ In the years after Darwin's publication and fame, numerous "predecessors" to natural selection were discovered, such as William Charles Wells and Patrick Matthew, who had published unelaborated and undeveloped versions of similar theories earlier to little or no attention. Historians acknowledge that Darwin was the first to develop the theory rigorously and developed it independently. On Matthew, one historian of evolution has written that he "did suggest a basic idea of selection, but he did nothing to develop it; and he published it in the appendix to a book on the raising of trees for shipbuilding. No one took him seriously, and he played no role in the emergence of Darwinism. Simple priority is not enough to earn a thinker a place in the history of science: one has to develop the idea and convince others of its value to make a real contribution. Darwin's notebooks confirm that he drew no inspiration from Matthew or any of the other alleged precursors."
- ↑ Bowler, Peter J. (2003). Evolution: The History of an Idea, 158, Berkeley: University of California Press.
- ↑ Darwin's proposal of a hereditary mechanism, pangenesis, lacked evidence and was ultimately rejected, being replaced by genetics.Darwin’s Theory of Pangenesis
- ↑ Bowler, Peter J. (1989). The Mendelian Revolution: The Emergence of Hereditarian Concepts in Modern Science and Society. Baltimore: John Hopkins University Press.
- ↑ The convinced Mendelians, such as William Bateson and Charles Benedict Davenport, and biometricians, such as Walter Frank Raphael Weldon and Karl Pearson, became embroiled in a bitter debate, with Mendelians charging that the biometricians did not understand biology, and biometricians arguing that most biological traits exhibited continuous variation rather than the "jumps" expected by the early Mendelian theory. It is now recognized that the Mendelians were investigating Mendelian traits, those traits where existing variation is controlled by one gene and therefore is discrete, and the biometricians were investigating complex traits, where those traits were controlled by multiple genes, and the variation is therefore continuous.