الحارث بن عباد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الحارث بن عباد شاعر وفارس جاهلي شهير، من فحول شعراء الطبقة الثانية، وأمير بني ضبيعة. كان الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر (توفي سنة 74 ق. هـ - 550 م) أحد سادات العرب وحكمائها، وشاعراً مقلاً ومجيداً، وفارساً لا يشق له غبار. اشتهر بالحكمة، والتوسط بين قومه بني بكر، وبين أبناء عمهم بني تغلب، وشهد مقتل كليب بن ربيعة التغلبي على يد جساس البكري عمرو بن مرة البكري، و اندلاع حرب البسوس بين تغلب وبكر، فاعزلها مع قبائل من بكر، لكنه سعى بين الطرفين المتصالحين بالصلح طوال فترة الحرب التي دامت أربعين عاماً.
في شيخوخته كان له ابن وحيد يسمى بجير، أرسله إلى المهلهل بن ربيعة أخي كليب بن ربيعة ليحقن دم القبائل، ويصون ما تبقى من دماء الطرفين بعد أربعين عاماً من الحرب، فقتله المهلهل «بشسع نعل كليب»، ما جعل الحارث بن عباد يخرج عن اعتزاله الحرب، ويجمع الحرب لقتال المهلهل، والتقاه فكسر ظهره، وكان نظر الحارث بن عباد قد شح، فلم يعرف أنه المهلهل، فسأله ذاك الأمان، وأعطاه إياه، ثم عرفه بنفسه. وكانت حرب الحارث بن عباد آخر أمر حرب البسوس، وآخر أمر المهلهل بن ربيعة، بعدها انعزل الحارث إلى آخر حياته.
تشير مصادر اخرى ان بجير كان ابن اخ الحارث بن عباد وليس ابنه وقد اشترك في معركة جبل قظة وقتله الزير سالم ولم يقتله حسب ماجاء في مسلسل السوري وقد انتهت لللوبكر على ظفاف نهر الفرات بعد اتفاق مكتوب بواسطة النعمان بن المنذر بعد مقتل جساس ونفي الحارث بن عباد الى اليمن بأمر من الزير ونص الاتفاق على ان ابناء جساس بن مرة ان يضعوا بيوتهم خلف بيوت العرب وان لا يقومون اكثر من يوم في ماكن واحد ولا يركبون الخيل وان المرأة تعمل والرجل في البيت ولا يحق للرجل ان يسئل زوجته اين كنتي بل يحق له ان يسئلها بماذا اتيتي .ولا زال خلف جساس موجودون وعلى هذه الحال في سوريا ويقال لهم (البو مسلم) المرأة تعمل والرجل في البيت .. مع العلم بأن جساس قتل في معركة حول القصيم في اواسط الاراضي السعودية وبجير بن عباد قتل في جبل قضة على مقربة من مدينة الرياض العاصمة السعودية بحوالي 20 كيلو متر وقد تشتت بني بكر وتجمعت في جبال بني بكر بشمال العراق ولا زال تعرف بهذا الاسم ومن ثم معركة على ضفاف نهر الفرات والذي كانت اخر معركة حصل بها الصلح والاتفاق المذكور ولم تجتمع القبيلتان الا في معركة العرب الكبرى ذي قار الذي قادها هاني بن مسعود الشيباني اليكري بن ربيعة بن وائل وكان الابرز في ذلك المعركة حنضله وعمر السيار من بني تغلب .
اشتهرت عنه قصيدته التي يقول فيها: قربا مربط النعامة مني، قاصداً فرسه الشهيرة والمسماة بالنعامة ،فأتوا له بها فقام بجز ناصيتها وقطع ذَنَبَها ،فسنَّ بذلك سنة جاهلية لمن أراد الأخذ بثأره ، ودعى لحرب تغلب، و هذه بعض ابيات القصيدة والتي يكرر فيها " قربا مربط النعامة مني اكثر من خمسين مرة :
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَيـسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... جَـدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِلسُرى وَالغُـدُوِّ وَالآصالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِاِعتِناقِ الأَبـطالِ بِالأَبطالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... وَاِعـدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغـلالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِكَـريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمـالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي ... لِبُجَيرٍ فـداهُ عَمّي وَخالي