مايكل آنجلو

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مايكل أنجلو

مايكل أنجلو, by Marcello Venusti.
تكبير
مايكل أنجلو, by Marcello Venusti.



مايكل أنجلو بوناروتي Michelangelo Buonarroti (كابريزي، أريزو سنة 1475-1564 روما ) رسام نحات معماري وشاعر . كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة. اعتبر مايكل أنجلو أن جسد الإنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولا بد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة, جدار أو باب.

سواء كان تحدي جسدي أو عقلي كان مايكل أنجلو يبحث دائما عن التحدي وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية كان مايكل يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائما ما يخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير , الدين ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرا ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه.

فهرست

[تحرير] البدايات:

Statue of Michelangelo outside Uffizi, Florence.
تكبير
Statue of Michelangelo outside Uffizi, Florence.

مايكل أنجلو بوناروتي ولد في قرية كابرس مقاطعة توسكانا وترعرع في فلورنسا حيث كانت مركز النهضة الأوروبية آنذاك ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف الإغريق المذهلة استطاع مايكل أن يتعلم ويستقي من هذه التحف الكثير عن فن النحت والرسم. عندما كان صغيرا... كثيرا ما فضل درس الرسم بالمدرسة على عكس رغبة أبيه الذي كان قاضياً على بلدة كابريزي.

في النهاية وافق الأب على رغبة مايكل وسمح لهذا الصبي ذو 13 ربيعاً بأن يعمل لدى رسام جص يدعى دومينيكو غيرلاندايو. إلا أن مايكل أنجلو لم يستطع التوافق مع هذا المعلم وكثيرا ما كان يصطدم معه مما حذا به لينهي عمله لديه بعد أقل من سنة.

على الرغم من إنكار مايكل أنجلو لفضل غيرلاندايو في تعليمه أي شيء إلا أنه من الواضح أن مايكل تعلم فن الرسم الجداري حيث أن رسومه الأولية كانت قد أظهرت طرق ومناهج اتبعها غيرلاندايو.

في سنة 1490-1492 أمضى وقته في منزل لورينزو دي ميتشي ( المعروف ب لورينزو العظيم ) الراعي الأهم للفنون في فلورنسا وحاكمها. حيث كان المنزل مكان دائم لاجتماع الفنانين الفلاسفة والشعراء. ومن المفترض أن مايكل أنجلو قابل وتعلم من المعلم الكهل بيرتولدو الذي كان قد تدرب مع دونا تلو فنان القرن الخامس عشر في فلورنسا.

من خلال مجموعات النخبة الثقافية التي كانت تجتمع في منزل لورينزو شيئا فشيئا أخذ مايكل أنجلو ينخرط في معتقداتهم ويتبناها فتزايد اهتمامه بالأدب والشعر كما اهتم بأفكار تدور حول النيوبلاتونيسم (نظام فلسفي يجمع ما بين الأفكار الأفلاطونية والمسيحية واليهودية ويدور حول فلسفة تعتبر أن الجسد هو مخزن الروح التي تتوق العودة إلى بارئها ) , وكثيرا ما فسر النقاد أعمال مايكل أنجلو على أساس هذه الأفكار وخصوصا أعماله التي تصور الإنسان وكأنه يسعى إلى أفق حر يخلصه من السجن أو الحاجز الذي يعيشه.

أمنية لورينزو دي ميتشي كانت إحياء الفن الإغريقي واليوناني وهذا ما جعله يجمع مجموعة رائعة من هذه التحف التي أصبحت مادة للدراسة لدى مايكل أنجلو.

من خلال هذه المنحوتات والرسوم استطاع مايكل أن يحدد المعايير والمقاييس الحقيقية للفن الأصيل وبدأ يسعى ليتفوق على نفسه من خلال الحدود التي وضعها بنفسه ! حتى أنه قام مرة بتقليد بعض الأعمال الكلاسيكية الرومانية بإتقان لدرجة أنه تم تداولها على أنها أصلية.

رغم كون مايكل أنجلو من الفنانين شديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة. فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب السيد المسيح. خلال مسيرة عمله فقد تعرف مايكل على مجموعة من الأشخاص المثقفين يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير.

رعاته كانوا دائما من رجال الأعمال الفاحش الثراء أو رجال ذوي المكانة الاجتماعية القوية وطبعاً أعضاء الكنس وزعمائها , من ضمنهم البابا يوليوس الثاني . كليمنت السابع ( ابن الأخ/الأخت لورينزو ) و بول الثالث . مايكل أنجلو سعى دائما ليكون مقبولاً من رعاته لأنه كان يعلم بأنهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة.

من صفات مايكل أنجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيراً وعملاً مضنياً فكان معظم أعماله أعمال تتطلب جهداً عضلي وعدداً كبيرا من العمال وقليلاً ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف ... وتعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه.

[تحرير] الأعمال الأولى :

بعد سلسلة من الأحداث السياسية التي أدت إلى تصدع موقع عائلة ميتشي وانهيارها في سنة 1494 فلورنسا. رحل مايكل إلى فينيس , بولوجنا , وأخيرا إلى روما. هناك قام بإبداع أو نحت منحوتة ضخمة لجسد يفوق حجم الإنسان الطبيعي حيث صور باخوس السكير ( 1496-1498 ) فلورنسا , إله الخمر الروماني ويكتسب هذا العمل أهمية خاصة من خلال تصويره لجسد شاب عاري يمثل موضوع من المواضيع الوثنية وليس المسيحية.

[تحرير] بيتتا:

وتعتبر واحدة من الأعمال التي لا يمكن نسيانها (1497-1500 كاتدرائية القديس بطرس, مدينة الفاتيكان ). ويجسد العمل ( بيتتا ) تصويرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب.

مريم العذراء تنتحب
تكبير
مريم العذراء تنتحب

موضوع العمل كان مشهورا في فرنسا وشمالي أوروبا ذلك الوقت إلا أن الأعمال السابقة كانت غير ملائمة حيث كان يتم تصوير جسد مريم العذراء هزيلا صغيرا مقارنة مع جسد السيد المسيح فتصبح الصورة ركيكة وغير منطقية , كما أن المبالغة الهائلة في تصوير جروح السيد المسيح سعيا لاستثارة عواطف المشاهد كانت غير مبررة.

وعلى العكس تماما...فنسخة مايكل أنجلو من هذه المنحوتة ..كانت نسخة غاية في الجمال والرقة..حيث صور مريم العذراء وهي تنظر نحو ابنها المضرج بالدماء نظرة صامتة شديدة الحزن والأسى على فقدانها لفلذة كبدها, و تكاد لا ترى الجروح التي ألمت بالسيد المسيح إلا أنك مع ذلك تتفاعل مع هذه المنحوتة وتتحرك مشاعرك بالضبط كما أراد مايكل أنجلو.

حيث استبدل الجروح والإصابات بالإيماءات وفنونها سعيا منه لاستثارة العواطف والمشاعر. حيث تستطيع أن ترى كيف تشد مريم العذراء انتباهنا إلى ابنها المتوفى بواسطة يدها اليسرى, في حين تلتفُ يدها اليمنى لتعانق السيد المسيح برقة, رافعة ساعده قليلاً مما يجعل يده ممتدة مرتخية دون حراك.

ومن الشكل العام نستطيع أن نرى تصوير جسد مريم العذراء على نحو عريض لتحتوي جسد السيد المسيح المضطرب الذي ينحني قليلاً حول جسد مريم العذراء مشكلاً منحوتة غاية في الرشاقة والإيجاز.

كانت نية مايكل أنجلو عند نحت المنحوتة هو وضع هذه المنحوتة ضمن محراب/مذبح ضيق لذلك كان قد صقل النهايات وعزز نحت اللباس بشكل بديع جداً لكي تصبح مرئية وواضحة ضمن موقعها.

من النادر حقاً أن نرى في أعمال مايكل أنجلو مثل كمال هذا العمل ومدى الاتقان الذي حظي به. ومن المحتمل أن راعي هذه المنحوتة كان السبب في الإصرار على إنهائها بشكل كامل.

موضوع بيتتا كان من المواضيع المحببة لدى مايكل أنجلو في أيامه الأخيرة حيث نحت منحوتتين إضافيتين تجسدان نفس الفكرة. الأولى بيتتا الفلورنسية (1547-1555 Museo dell'Opera del Duomo, Florence ) والثانية تركت بدون أن تنتهي حيث توفي مايكل أنجلو ( 1555-1564 Castello Sforzesco, Milan )

[تحرير] ديفيد ( داوود ):

بمجرد عودة مايكل أنجلو إلى فلورنسا سنة 1501 بدأ بالعمل على ديفيد (1501-1504 Galleria dell'Accademia, Florence ) . موضوع العمل كان يدور حول قصة ديفيد وجولياث من العهد القديم حيث يقوم الشاب ديفيد, بقذف صخرة تجاه العملاق جولياث ليقتله, وبذلك ينقذ أمته وشعبه. المنحوتة لم تكن تعبر عن ديفيد الجريء والشجاع فحسب بل كانت تعكس شخصية مايكل أنجلو نفسه كزعيم للفن بدون منازع.

نصب داوود, فلورنسا
تكبير
نصب داوود, فلورنسا

التمثال الهائل الذي يصل طوله إلى 6 أمتار تقريبا (17 قدم ), كان منحوتة غير منتهية من قبل نحات آخر استحوذ عليها مايكل أنجلو ليخلق منها ديفيد. هذه التحفة كانت عبارة عن تمثال لذكر عاري يقف متكأ بكامل جسده على ساق واحدة بينما ساقه الأخرى تراها ممتدة , فتوحي لك هذه الوضعية إلى تحرك وشيك قادم . وبإبداع مايكل أنجلو تستطيع أن ترى التوتر الذي يعطيك إياه التمثال لتشعر بالتحفز والإثارة لحركة ديفيد التالية, حيث يقف ديفيد وهو يترصد لعدوه منتظراً اللحظة المناسبة للتحرك.

مع خبرة مايكل الكبيرة في علم التشريح ( درس التشريح من خلال الجثث على مدى خمس سنوات كاملة ). سنستغرب ضخامة رأس ديفيد ويديه مقارنة مع بقية جسده , ويبرر النقاد ذلك بأن النصب كان من المفترض أن يكون على سطح كاتدرائية فلورنسا وتضخيم اليدين والرأسين يلعب دوراً كبيراً في جعل الشكل العام واضح ومتناسق من الأسفل. إلا أن النصب لم يوضع هناك أبدا فبدلاً من ذلك وضع في ( Palazzo della Signoria ) مركز الحكومة الفلورنسية وتم تبديل معنى النصب من المعنى الديني ( الذي كان من المفترض أن يكمل مجموعة من النصب الأخرى في الكاتدرائية تتناول قصص من العهد القديم ) تم تبديل المعنى إلى المرونة والقوى السياسية ضد قوة الاستبداد.

[تحرير] قبر يوليوس الثاني:

موسى عليه السلام ضمن منحوتة مايكل أنجلو
تكبير
موسى عليه السلام ضمن منحوتة مايكل أنجلو

بدأ مايكل أنجلو العمل على قبر البابا يوليوس الثاني حيث سيوضع في نهاية مذبح كاتدرائية القديس بطرس في روما.

أراد مايكل أنجلو من تصميماته الأولية أن يخصص القبر بقاعدة من ثلاث طبقات فمن الأسفل قام بتصوير مشهد النصر للعبيد وتحريرهم وفوقهم كان هناك أربع أشكال جالسة تتضمن موسى (عليه السلام ) والقديس بول وأخيرا ملائكة تحمل إما تابوت أو البابا. وأخيرا وضمن الشكل العام سيكون هناك حوالي أربعين شكلاً تتموضع على المشروع مشكلة فيما لو جمعت بجانب بعضها البعض بناء من ثلاث طوابق. إلا أن مجال العمل وتوسعاته تم تضيقه بشكل كبير وواسع نتيجة ضغوط العمل والمشاريع الأخرى التي بالتالي أجلت إنجاز هذا العمل.

في النهاية ثلاثة أشكال فقط من صنع مايكل أنجلو وضعت على القبر الذي استقر ( القبر ) في روما كنيسة سان بييرو , فينسولي. وأقوى هذه الأشكال كان تصوير موسى ( عليه السلام ) سنة 1515 ويعتبر هذا النحت مثالاً حي لقدرة مايكل على منح صخرة جامدة الحياة والحركة. حيث صور موسى ( عليه السلام ) مفتول العضلات جالساً منحنياً بجسده إلى اليسار قليلاُ وملتفتاً برأسه إلى اليمين بشدة وكأنه ينظر إلى شعبه بغضب وهم بعبدون إلهاً مزيف .. وتستطيع أن ترى قدمه وهي مندفعة إلى الخلف لتعطيك إيحاء وكأنه على وشك الوقوف مباشرةً من شدة غضبه.

[تحرير] سقف كنيسة سيستاين (السِكستية):

توقف العمل على قبر يوليوس الثاني كان مشروع ضخم آخر لا يقل عن نظيره تم بتكليف من يوليوس نفسه وهو زخرفة سقف كنيسة ( سيستاين ) في روما. خلال الفترة الواقعة بين سنة 1508 و 1512 قام مايكل أنجلو بإبداع إحدى أجمل المخططات الرسومية التمهيدية لزخرفة سقف الكنيسة البابوية في الفاتيكان.

خلق آدم : واحدة من أشهر رسومات مايكل
تكبير
خلق آدم : واحدة من أشهر رسومات مايكل

من خلال رسومه المتشابكة وزخارفه المعقدة استطاع تصوير قصة سفر التكوين لدى الإنجيل بدءاً من فصل الظلام عن النور ( فوق المذبح ) مروراً بقصة سيدنا آدم وحواء منهياً بقصة سيدنا نوح عليه السلام. وخلال الزوايا وزع عدة مشاهد تتناول العديد من القصص الدينية.

وأهم ما في العمل صورة ( خلق آدم ) ( 1508-1512) لما لها أهمية من طريقة العرض القوية التي تجمع ما بين المعنى العميق وجمال الصورة ووضوحها. حيث يتموضع سيدنا آدم بشكل ممتد على الأرض بشكل يتلاقى مع الخالق (جل جلاله) ..وبطريقة مدهشة استطاع مايكل أنجلو أن يصور قصة الكتاب المقدس حول خلق الله لآدم من التراب من خلال جعل آدم يضطجع على الأرض وهو يمد يده بهدوء نحو الطاقة الإلهية لتمنحه القوة والحياة.

[تحرير] كنيسة القديس لورينزو:

بالرغم من أن مشروع قبر يوليوس الثاني كان يتطلب خطة معمارية إلا أن نشاط مايكل أنجلو في العمارة بدأ بشكل جدي عبر مشروع لواجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا. (صممت في 1516-1520 لكنها لم تنفذ ) من المحتمل أن مايكل أنجلو لم يتلقى تدريباً على الفنون المعمارية لكن خلال عصر النهضة لم يكن شيئاً غريباً بأن يقوم رسام وفنان بعمل المعماري . تصور مايكل أنجلو الأولي كان على شكل بناء من طبقتين رخاميتين تدعمان ما يقارب من 40 منحوتة وتمثال.

بحلول سنة 1520 تم تقليص ميزانية العمل على الواجهة إلا أن مايكل أنجلو استمر بالعمل على مشاريع متعددة متعلقة بذات الكنيسة. حيث عمل على مشروع غرفة المقدسات ( 15191534 ) تضمنت خطط لتصميم قبور لعائلة ميتشي وكالعديد من مشاريع مايكل أنجلو فقد مرت تصاميمه خلال عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها. حيث انتهت إلى جدارين تابعين لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة. إحداهما صمم ل جيوليانو دي ميتشي ( ابن لورينزو العظيم –حاكم فلورنسا السابق ) والآخر لإبن الأخ/الأخت جيوليانو : لورينزو ( دي بيرو ) دي ميتشي . وقد تصور مايكل أنجلو القبرين كممثلين لمتناقضين متكاملين. حيث مثل جيوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل , وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل أسفل جيوليانو أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجر والغسق.

أما المشروع الثاني المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكان المكتبة الأنيقة (1524-1534) التي جاورت الكنيسة ومن خلال برهن مايكل أنجلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءاً من خلال هذا العمل وما تلاه من اعمال معمارية بخلق منهج خاص به حيث دمج نمط الأعمدة المتجاورة مع الأقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعوراً موجي ومتدفق. من خلال مدخل المكتبة تستطيع أن ترى وبوضح كيف استخدم الأعمدة لتصبح جزءاً من الجدار وليس شيئاً منفصل عنه. ومن خلال الدرجات والسلالم نجد لمسات مايكل بجعله الدرج محنياً ومكوراً بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض للأسفل وبشكل عرضاني وليس للأعلى وإضافته للدرجات المستقيمة على الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري نحو الصعود على هذه الدرجات.

[تحرير] يوم القيامة :

يوم القيامة: في الصورة كاهن وهو يعاقب أحد المشركين
تكبير
يوم القيامة: في الصورة كاهن وهو يعاقب أحد المشركين

مرة أخرى تم استدعاء مايكل أنجلو للعمل في كنيسة سيستاين (السكستية ) سنة 1534 حيث كلف بمهمة زخرفة الحائط فوق المذبح ( يوم القيامة 1536-1541 ).

قام مايكل أنجلو بإنجاز رسومات تتحدث عن نبوءة عودة السيد المسيح قبل نهاية العالم ضمن مشهد صوره وهو( السيد المسيح ) يقوم بتوجيه ضربة للشرير ( الشيطان ) بينما يده اليسرى وبرقة تطلب الرحمة والمغفرة له, وبجانب السيد المسيح كانت مريم العذراء وهي تنظر إلى الحشود الغفيرة المنبثقة من القبور جميعهم من الكهنة والصالحين صاعدين نحو الجنة ( الفردوس ) صورهم مايكل أنجلو عراة وبكميات ضخمة ربما ليؤكد النبوءة التي تقول بأنهم سيعودون صحيح الجسد والروح.

ضمن الزاوية السفلية اليمنى من الحائط كانت قد صورت جهنم بشكل مختلف فلم يصور الشيطان أو العفاريت كما هو مألوف ...فمايكل أنجلو اقتبس بدلا من ذلك مقتطفات من القصة الأسطورية: الكوميديا الإلهية للكاتب الايطالي المشهور دانتي. على كل وبعد أن قام مايكل أنجلو برفع الغطاء عن لوحته الجدارية هذه تعرض لموجة ضخمة من النقد بسبب الرسوم العارية خصوصاً ..وأصبحت حديث كل لسان ولهذا السبب ربما أصبحت هذه اللوحة أحد أشهر أعمال مايكل أنجلو خلال القرن السادس عشر.

[تحرير] ساحة كامبيدوجليو ( البرلمان ):

ساحة البرلمان التي قام بتصميمها على شكل بيضاوي
تكبير
ساحة البرلمان التي قام بتصميمها على شكل بيضاوي

بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خلال سنة 1539 ولكن أكملت فيما بعد على يد الآخرين.. بدأ مايكل أنجلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي ( الإمبراطور ماركوس وهو على ظهر حصانه ) و إنشاء واجهات جديدة متطابقة للأبنية المتقابلة ونهاية سلالم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة

القاعدة البيضاوية التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة خطوط متقاطعة ...مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري .

استطاع مايكل أنجلو وببراعة إضفاء الحيوية والديناميكية على هذه الساحة مما أعاد الأهمية إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب روما من جديد.

[تحرير] كاتدرائية القديس بطرس:

مايكل أنجلو قام بتصميم القبة على الرغم من وفاته قبل الانتهاء منها
تكبير
مايكل أنجلو قام بتصميم القبة على الرغم من وفاته قبل الانتهاء منها

كُلف مايكل أنجلو بإكمال التصاميم المتعلقة بكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان . البابا يوليوس الثاني في البدء كان قد كلف بهذا العمل منافس مايكل في ذلك الوقت دوناتو برامانتي سنة 1506 (Donato Bramante )حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب الإغريقي المتساوي الأطراف ..مغطاة بقبة ضخمة , بوفاة برامانتي سنة 1514 كانت الدعائم فقط قد أنجزت بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت إلى مايكل أنجلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي. فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة وحرر- مدد الدعائم موحداً المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة التي اختتمها بواجهة مثلثيه , وحول قاعدة القبة مدد الأعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة بالقاعدة.

وبالنتيجة كان مايكل أنجلو قد حل على بناء يعطيك مظهراً معقداً يوحي بالقوة والمرونة بذات الوقت.

[تحرير] تأثيره:

بلا شك فإن مايكل أنجلو قد أثر على من عاصروه ومن لحقوه بتأثيرات عميقة فأصبح أسلوبه بحد ذاته مدرسة وحركة فنية تعتمد على تضخيم أساليب مايكل ومبادئه بشكل مبالغ به حتى أواخر عصر النهضة ...

فكانت هذه المدرسة ( الحركة ) تستقي مبادئها من رسومات مايكل ذات الوضعيات المعقدة و المرونة الأنيقة فريد من نوعه وباحث عن التحدي بهذه الكلمات نصف مايكل أنجلو الذي أسره الفن واستلهمته الابداعات.

توفي "مايكل آنجلو" يوم 18 شباط / فبراير من سنة 1564 م عن عمر يناهز الـ89 عاما. عدا اشتهاره بالفنون التشكيلية كان ينظم الأشعار، وأظهرت الرسائل التي تركها حسه المرهف.

[تحرير] أعماله

  • مجموعات البييتا -كلمة إيطالية تعني الرحمة- (وهي أعمال فنية تمثل مشهد السيدة العذراء وهي تنتحب فوق جسد المسيح)؛
  • تمثال داوود، فلورنسا؛
  • اللوحات الجصية في الكنسية السِكستية (يوم الحِساب)؛
  • الأجزاء السفلية من قُبة كنيسة القديس بطرس؛
  • مجموعة من التماثيل المخصصة لضريح البابا يوليوس الثانيّ (تمثال موسى)؛
  • ضريح البابا لورنزو الثاني؛
  • ضريح يوليوس من ميديتشي القائم وسط غرفة ملحقة خاصة بكنيسة سان لورنزو في فلورنسا، أشرف شخصيا على بناءها؛
  • العديد من الأعمال المِعمارية في روما، وفي ميدان الكابيتول.

[تحرير] مراجع

إنكارتا - مايكروسوفت 2006

ويكي الانكليزية.

ويكي العربية - المقالات السابقة.