كلية بغداد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كلية بغداد (Baghdad College, تختصر الى BC) هي من المدارس الثانوية المتميزة للبنين في بغداد، العراق. هذه المدرسة هي من أعظم مدارس البلاد، حيث تخرج منها العديد من المثقفين المعروفين العراقيين والمفكرين وغيرهم الذين هم في كافة أنحاء العالم حالياً. عنوان المدرسة هو 11/45 شارع مربعة في بغداد على الضفة اليسرى من نهر دجلة .
فهرست |
[تحرير] التقليد اليسوعي
في 1931، وبعد طلب بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد وتعليم البابا بيوس الحادي عشر ، مجموعة من اربعة آباء يسوعيين أمريكيين وصلوا الى بغداد وأسسوا كلية بغداد كمدرسة ثانوية للبنين. عرفت بـ "BC on the Tigris" من قبل الآباء ، المدرسة كانت تحتوي على كادر من الآباء من مقاطعة نيو أنكلاند اليسوعية .
بينما رحب مسيحيو بغداد بمجيء اليسوعيين، المسلمين كانوا في البداية مشككين من اتجاهاتهم. ولكن، لاحقاً قام المسلمون بمدح هذه المؤسسة حيث اصبح من الواضح أن مهمة اليسوعيين كانت لإغناء التعليم ، وليس لتحويل المسلمين عن ديانتهم . الثقة كبرت في اليسوعيين في كلية بغداد حيث كانوا يحتفلون بالأعياد المسيحية والمسلمة في ديار طلابهم.
تاريخ كلية بغداد يعود بشكل كبير الى تاريخ بغداد نفسها. أول اختبار للقوة حصل خلال الثورة المحركة من قبل النازيين في بغداد أيام الحرب العالمية الثانية. لكن اليسوعيون الأمريكيون ظلوا يعملون في كلية بغداد خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني، عندما كان الأمريكيون الآخرون يهربون من البلاد. هذه الشجاعة ادهشت رئيس الوزراء العراقي كثيراً بحيث قام بإرسال ولديه الإثنين الى كلية بغداد بعد قمع الثورة .
خلال الخمسينات، كانت تشكلية كلية بغداد الطلابية تحتوي على 50% من المسلمين، 35% من المسيحيين الكاثوليك، و 15% من المسيحيين الأورثودوكس. قبل خروج اليهود من العراق بين عامي 1948 و 1951، شكل اليهود نسبة ملحوظة من التشكلية الطلابية. وبمرور الوقت، الحرم البالغ حجمه 25 أكر كبر ليضم تسعة بنايات كبيرة، منضمنها مدرسة داخلية، مكتبة ، ومختبرات . قبل تأسيس كلية بغداد، العوائل العراقية الراقية كانت ترسل أبناءها الى كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر. ولكن قرب كلية بغداد وتدريسها العالي الصفات عكس هذا الطبع وشبكة كبيرة من الطلاب ذوي العوائل الرفيعة تخرجوا من المدرسة.
في 1956، نجاح كلية بغداد جعل اليسوعيون دعى اليسوعيين الى تشكيل مؤسسة أخرى في بغداد، وهي جامعة الحكمة .
[تحرير] التأميم البعثي
تعمد اليسوعيين ان لا يدخلوا في السياسة ، وبالرغم من هذا ، كانوا دائماً مهددين بالطرد. بالرغم من القبول الواسع في مجتمع بغداد، كل مشكلة تغيير حكومة سمحت بفرص للتخلص من اليسوعيين والغاء عملهم المبدع.
اشارة المشاكل الكبرى بدأت بالصعود سنة 1967 حينما أغلقت السفارة الأمريكية في العراق بسبب حرب الستة أيام مع إسرائيل. اليسوعيون الأمريكيون ظلوا في المدرسة بالرغم من خروج أغلب الأمريكيين من العراق.
ولكن، في 1968، تسلم حزب البعث العربي الإشتراكي السلطة بعد ثورة ادت الى تغيير شاسع للساحة السياسية في البلاد. المدارس الخاصة ، مسلمة أو مسيحية، أممت (كما حصل في سوريا في العقد الأسبق). وبالرغم من رأي الاساتذة المسلمين في جامعة بغداد، قامت حكومة البعث - وأول حكومة تقوم بهذا العمل - بالسيطرة على جامعة الحكمة وأمرت يسوعيي الجامعة بالمغادرة في نوفمبر 1968. قام العديد من الطلاب (بالرغم من تحذيرات البعثيين) بالذهاب الى المطار لوداع الآباء اليسوعيين - الذين يسمون في بغداد بـ "الفاذرية" (من كلمة آب بالإنكليزي Father) . لاحقاً قامت الحكومة البعثية بالسيطرة على كلية بغداد في 24 اغسطس، 1969 واعطت ال33 يسوعي الباقين مهلة 3 ايام لمغادرة العراق. بالكامل، عمل 145 يسوعي في كلية بغداد. خمسة منهم دفنوا بالقرب من كنيسة المدرسة، التي لا تزال تعود الى الجمعية اليسوعية. كلية بغداد بقت كملاك حكومي منذ طرد اليسوعيين، ولكن احتفظت بموقعها الرفيع بالرغم من كل ذلك .
في الثمانينات، كل من عدي صدام حسين وقصي صدام حسين دخلوا هذه المدرسة، وقاموا بإرهاب الطلاب ومخالفة قوانين المدرسة الشديدة. في مقابلة في جريدة النيويورك تايمز، مدير المدرسة يعقوب يوسف تكلم عن الأخوين قائلاً: "قصي كان غبياً، حصّل على 4% في أحد امتحانات نصف السنة. عدي كان أذكي، في بعض الأحيان كان الأساتذة يجيبون الأسئلة له." . عمر التكريتي، إبن رئيس المخابرات العراقية برزان إبراهيم التكريتي رشح أن يصبح رئيساً لإتحاد الطلبة في المدرسة. عندما استلم صوتين فقط، قام حارسه الخاص بضرب الفائز بالمقعد الرئاسي ، تاركاً أياه مشلولاً . أُجبر كل الطلاب أن يحضروا درس "سيرة القائد" وهو عن حياة صدام حسين.
في أواخر 1993، عدي صدام حسين عيّن نفسه مديراً لهذه المدرسة ونحى المدير آنذاك ، قتيبة الدروبي، عن منصبه. الخطة كانت لاستعادة المدرسة الى وضعية ما قبل التأميم. بدأ هذا بتعيين عميد، ومساعد عميد للعلوم ، ومساعد عميد لشؤون الطلبة وشغل هذه المناصب ليث القصّاب، موفق السمعاني، وفريد آرسين ، بالترتيب. موفق السمعاني ، خريّج كلاً من كلية بغداد وجامعة الحكمة وأستاذاً سابقاً في جامعة الحكمة لعدة سنوات في الستينات، كان المخطط الحقيقي لهذه الخطة. تم تغيير المنهاج كله وفرض على أفضل مدرسي العراق ان ينقلوا الى كلية بغداد. العديد من التقاليد الأصلية (منذ عهد اليسوعيين) تم إستعادتها من ضمنها مجلة العراقي ، التي هي مجلة المدرسة السنوية للطلبة.
بالرغم من خسارة الإهتمام بالمدرسة من قِبل عدي صدام حسين بعد ثلاث سنوات، لم تتوقف جهود التحسين.
يأمل العديد أن تعود المدرسة الى مجدها السابق خاصة بعد إزالة حكومة صدام حسين وحزب البعث العربي الإشتراكي بعد الهجوم الأمريكي على العراق في 2003.
[تحرير] من خريجي كلية بغداد
تخرج من كلية بغداد العديد من الشخصيات المعروفة من بينهم :
- أياد علاوي, رئيس الوزراء العراقي المؤقت (حضر المدرسة، لم يتخرج منها)
- أحمد الجلبي, وزير نفط العراق المؤقت (حضر المدرسة، لم يتخرج منها)
- عادل عبد المهدي, نائب رئيس العراق (حضر المدرسة، لم يتخرج منها)
- ليث كبة, المساعد الرئيسي لرئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري
- كنان مكية, مؤلف ومؤسس "Iraq Memory Foundation"
شخصيات آخرى دخلت كلية بغداد:
- عدي صدام حسين, إبن رئيس العراق السابق صدام حسين
- قصي صدام حسين, أبن رئيس العراق السابق صدام حسين.
- عمر التكريتي, إبن رئيس المخابرات العراقية برزان إبراهيم التكريتي
[تحرير] المصادر
- Dexter Filkins, "Boys of Baghdad College Vie for Prime Minister", The New York Times, December 12, 2005