ولاية تلمسان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تلمسان
علم الولاية
المساحة كم²
السكان
العدد
الكثافة السكانية /كم²
أرقام
رمز الولاية 13
الترقيم الهاتفي
عدد البلديات 53

ولاية تلمسان عاصمتها مدينة تلمسان.


[تحرير] التقسيمات الإدارية

يقع ولاية تلمسان شمال غرب الجزائر يحدها شمالا البحر المتوسط وجنوبا ولاية النعامة وشرقا ولايتي عين تموشنت و سيدي بلعباس و غربا المغرب الأقصى . وهي منطقة تاريخية وسياحية , كانت تعرف ببوماريا في العهد الروماني و اتخذها الزيانيون عاصمة لهم .

تنقسم ولاية تلمسان إلى 22 دائرة و53 بلدية اكبر مدينة بعد تلمسان هي مدينة مغنية التي تقع عل الحدود المغربية الجزائرية وهي مدينة زراعية بالدرجة الاولى وتجارية بالدرجة الثانية بلدية سيدي مجاهد احد البلديات القديمة للولاية تتكون من عدة قرى ومداشر مثل سيدي يحيى و بوسدرة وزاوية تغاليمة

[تحرير] أشهر أبنائها


تاريخ تلمسان بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم و العن اعدائهم من الجن و الانس اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


العابر بتلمسان الجزائرية لأول مرة.. قد يظن أنها بلدة شاميّة هاجرت بناسِها وبساتينها وينابيعها وأغانيها.. بزهرها.. ونضرة الوجوه فيها.. هاجرت من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب. والواقف فوق أعلى قمة من هضبة « لا لا.. ستي » الصخرية البيضاء.. التي تحتضن تلمسان من جنوبها بانحناءةِ هلالِ ابن يومين ـ الواقف هناك ـ إذا مَدّ بصر في صباح صيفٍ إلى ما وراء مضيق البحر المتوسط، يظن أن تلمسان مدينة أندلسية كبيرة هربت بأسطحتها القِرميدية وقصورها ومُوشّحاتها من عَدْوَةِ البحر في الشمال.. إلى التلال العالية في الجنوب بعد أن تساقط نصف متاعها وأبنائها أثناء الرحلة الخائفة. ومن مكانها في الجنوب، كانت تلمسان تستطيع ـ من فوق التلال ـ أن تتطلع كل صباح إلى الأندلس أو تتذكر على الأقل. والمؤرخون القدامى والمُحدَثون الذين كتبوا عن تاريخ تلمسان كانوا يؤكدون بشهادةٍ قاطعة أن المدن العربية في الأندلس حين خرج منها العرب اتجه أهل كل مدينة من مدنها الكبيرة إلى ناحيةٍ عبر البحر.. فأهل قُرطُبة يَمّموا شطرَ « تلمسان ».. على حين نزل الوافدون من إشبيلية في « تونس ».. بينما حلّ أهل غرناطة بمدينة « فاس » بالمغرب العربي. ولعلّ ولع الأهلين بالموشّحات الأندلسية وحفاظهم عليها حتّى الآن في هذه المدن الثلاث هو خير دليل على صحة ما رواه المؤرخون، إن لم يكن هذا الولع مَرويّاً بحَنينٍ حزين إلى الماضي؛ خاصة وأنه الميراث الأخير الذي ما زال يحتفظ به الأندلسيون من الأندلس. وما نبرةُ الحزن التي تَشيع بعَبَقها التاريخي في هذه الموشّحات إلاّ تلويح وداعٍ أبديّ لوطنٍ قد فُقد إلى الأبد. إن هذه الرجعة الصغيرة إلى تاريخ تلمسان قد تغيب عن البال، إذا كان العابر بها يمرّ بمدينة الينابيع لأول مرة. وإذا حدث أن كان مروره بها في شهر نيسان، فإنه قد يظن أن هذه المدينة الصغيرة الضاحكة لم يَعرف وجهُها البكاء أبداً.. لم ينغرس بصدرها سهمٌ يوماً ما.. لم يتهدّم فيها بيت.. ولم يَطُف بأسوارها غازٍ.. لم يَجُع فيها طفل ولا امرأة. تلك لأن كل ما في تلمسان الآن يضحك.. يسير بعطره.. يحمل بين أضلاعه إرثاً تاريخياً، ويقضي نهاره في بستان يغرق المدينة، ويَدَع ليله لموشّحٍ قد يتموّج مع الليل على مهل من هذه النافذة الصغيرة العالية.. أو تلك. تمر بتلمسان الآن.. فتجد الأطفال بأناشيدهم في باحات المدارس.. وزهور اللوز باشتعالها الأبيض في البساتين.. والعيون المكحولة الخَجلى في أسواقها الضيقة. أمّا إذا عُدتَ إلى كتب التاريخ لتسأل عن تلمسان.. فإنك ستزداد إعجاباً بها، بقدر ما سيحزنك ما مر بها من أمم غازية، ومن حروب دامية. إلاّ أن ما يلفت النظر في تاريخ هذه المدينة أن الأمم والقبائل الغازية لها قد كانت في كل مرة تُضيف إلى تلمسان من المباني والمآثر أكثر مما تهدمه فيها.. بل إن بعض هؤلاء الغزاة قد كانوا لا يضيفون شيئاً لعمران هذه المدينة قبل أن يرمّموا ما تهدّم على أيديهم منها، مهما امتدّ بهم زمان حكمها أو قَصُر. وفيما عدا فترتين متأخرتين من تاريخ هذه المدينة، فإن كل الفترات السابقة، وكل الحكام السابقين لها على مَرّ التاريخ قد أكّدوا لتلمسان شخصيتها المتميزة من النواحي التالية: أ ـ شخصيتها التاريخية والفكرية. ب ـ شخصيتها الجغرافية والاقتصادية. ج ـ شخصيتها العمرانية والفنية.


شخصية تلمسان التاريخية تعاقب على حكم مدينة تلمسان، بغرب الجزائر، الأممُ والشعوب التالية: • البربر: وبَنَوا فيها أصل المدينة القديمة وهي « أغادير »، أي القلعة. وأطلقوا على البلدة كلها اسم « تلمسان » أي الينابيع. • الرومان: وقد حكموا المدينة من بداية الربع الأخير من القرن الخامس الميلادي إلى عام 671م عند قدوم العرب المسلمين بقيادة عُقبة بن نافع. • الفاندال: وقد مرّوا بها خلال فترة الحكم الروماني للمدينة، ثم طُردوا منها من جديد على يد الرومان الكاثوليك.


تلمسان في العهد الإسلامي • منذ عام 671م وحتى نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي ظلت تابعة للأمويين والعباسيين. • بنو زناتة: وقد حكموها منذ بدايات القرن الثامن الميلادي حتى نهاياته تقريباً.. حينما انشقّوا عن العباسيين مع حركة انشقاق الخوارج في المشرق... وذلك بقيادة زعيمهم « أبو قرّة » من « بني يفرن » وهي فخذ من زناتة. • الأدارسة: قدموا من فاس بالمغرب، واستولوا على تلمسان بالمصالحة مع زعيم قبائل زناتة، وظلوا يحكمون تلمسان طيلة القرن التاسع الميلادي. • الصَّنهاجيّون: من أتباع الفاطميين، وقد حاصروا تلمسان عام 937م وفتحوها. • المرابطون: وهم قبائل من موريتانيا والسنغال حاصروا المدينة عام 1079م بزعامة « يوسف بن تاشفين » وفتحوها وبَنَوا فيها ضاحية « تاغرارت ». • الموحِّدون: وقد كانوا يتركزون في الجبال الداخلية في المغرب العربي بزعامة « ابن تُومَرْت »... وقد أرسل ابن تُومَرت صديقه « عبد المؤمن » لفتح تلمسان فحاصرها عام 1143م، ودام حصاره لها سنين حتى انهزم المرابطون، وفُتحت المدينة لهم، ودام حكمهم لها 40 سنة. • بنو عبدالواد أبو الزيانيّون: وقد كانوا بدواً رُحَّلاً استخدمهم الموحِّدون للحفاظ على تلمسان، إلاّ أن شوكتهم قد قويت فيها، وعلا شأنهم حينما استطاعوا أن يصدّوا قبائل ( بني غانية ) الطامعة في تلمسان، فما كان من الخليفة الموحِّدي بالمغرب إلاّ أن كافأ زعيمهم بتعيينه حاكماً له. واستمر حكم بني عبدالواد لتلمسان ثلاثة قرون، ابتداء من القرن الثالث عشر الميلادي إلى نهايات القرن الخامس عشر. واشتهر منهم « يغمراش » الذي يعود إليه الفضل في بناء المساجد والقصور الباقية حتى الآن في تلمسان. • المرينيون: وقد حاصروا تلمسان سبع سنوات ابتداء من عام 1299هـ بقيادة زعيمهم السلطان المريني « أبو يعقوب » ولم يرفع الحصار عن المدينة إلاّ بموته، إلا أن المرينيين قد بَنَوا خارج أسوار المدينة القديمة مدينةً جديدة أطلقوا عليها اسم « المنصورة ». وقد عاد المرينيون مرة ثانية لحصار تلمسان بقيادة أبي الحسن المريني ففتحوها ودام حكمهم لها إحدى عشرة سنة. • بنو عبدالواد: عادوا لفتح المدينة بقيادة « أبو حمد الثاني » فدخلوها، وظلوا يحكمونها إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي. • فترة الحكم التركي: وقد خضعت تلمسان للأتراك العثمانيين منذ عام 1555م بعد أن كان قد فتحها القائد التركي « بابا عروج » الذي استنصر به « أبو زيان » من بني عبدالواد على عمه « أبو حمد الثالث » الذي انتزع منه الحكم. • الأمير عبدالقادر الجزائري: وقد حكم تلمسان منذ عام 1863م.


الحكم الفرنسي لم يَدُم حكم الأمير عبدالقادر طويلاً لتلمسان، إذ إن الفرنسيين سرعان ما عادوا فاحتلّوا المدينة من جديد وبَنَوا بها مركزاً عسكرياً في حي « المشوار »، واستمرت سيطرتهم عليها إلى عام 1962م حين استقلت الجزائر. إن هذا الاستعراض المبسَّط للحركة التاريخية العنيفة ـ التي لم تَدَع لهذه المدينة الصغيرة فرصةً لالتقاط أنفاسها ـ هذا الاستعراض يوقفنا أمام مدينة متميزة... عانت من الحروب والويلات كثيراً، وتعاقبت عليها فتوحات عاصفة من جهات مختلفة وشعوب متغايرة. حاول كل شعب منها أن يطبع هذه المدينة بطابعه، إلاّ أن فترة الحكم الإسلامي فيها التي امتدّت على مدى اثني عشر قرناً قد تميّزت بصراعات فكرية بين الزناتيين والأدارسة والصنهاجيين أتباع الفاطميين والمرابطين والموحدين، ثم بني عبدالواد التابعين للموحدين ثم المرينيين، ثم بني عبدالواد مرة أخرى.. وأخيراً الأتراك العثمانيين. وقد حرصت كل فئة من هذه الفئات على نشر مذهبها في « تلمسان » وإضافة المآثر الجديدة إليها. وكان بناء المساجد والأضرحة من أهم ما كانت تعنى به تلك الفرق، لذا فإن الطابع الديني قد ظل مسيطراً على هذه المدينة طيلة عصورها. وقد استمد سكان المدينة من هذا الطابع قوةً جعلته يقفون بضراوةٍ أمام موجة « الفَرْنَسَة » ومَسْح الشخصية المسلمة واللغة العربية أيام الحكم الفرنسي. ومما زاد في تثبيت هذه القوة قدوم عدد كبير من الهاربين من « قرطبة » بالأندلس إلى تلمسان في نهاية القرن الثامن الهجري ( الثالث عشر الميلادي )، إذ إن هؤلاء قد حملوا معهم اعتزازهم بدينهم الإسلامي الذي فرّوا به من محاكم التفتيش، وحملوا معهم إلى جانب ذلك الطابعَ الفني المتقدم الذي وصل إليه الأندلسيون في عزّ مجدهم.


الموقع الجغرافي والشخصية الاقتصادية إن هذا الازدحام التاريخي على تلمسان قد يُعزى إلى ناحيةٍ أخرى تتعلق بموقعها الجغرافي وشخصيتها الاقتصادية. فتلمسان ـ بحكم موقعها المتوسط بين شرق إفريقيا وغربها، وبحكم وقوعها في نقطة قريبة من البر الأوربي ـ قد لَفَتَت إليها الأنظار لتكون محطة للقوافل العابرة بين شرق الشمال الإفريقي وغربه. كما أن موقعها في أطراف السهل الساحلي المطلّ على البحر المتوسط قد جعلها محطة للقوافل العابرة بين وسط إفريقيا وشمالها. والمؤرخون القدامى ـ كالبكري وابن خلدون ـ يؤكدون أن تلمسان قد كانت سوقاً لتجارة الذهب الذي كان يُحمَل من وسط إفريقيا في طريقه إلى أوروبا أو الشمال الإفريقي أو المشرق العربي. وصياغة الذهب ما زالت مشتهرة حتى الآن في تلمسان بشكل متوارث. وموقع تلمسان الجغرافي كان قد لَفَت نظر معظم الشعوب المحاربة لتكون منطلقاً لجيوشهم الساعية إلى السيطرة على شمال إفريقيا؛ فالرومان جعلوا منها قاعدة لجيوشه، وكذلك كانت المدينة نقطة ارتكاز هامة لأكثر الجيوش التي تحمل صفة الدعوة لمذهب ديني معين. ولعل خصب السهول التي تحيط بتلمسان، وتنوّع مزروعاتها وأشجارها المثمرة وكثرة مياهها وينابيعها قد أسهمت إلى حدٍّ كبير في اجتذاب هذا العدد الكبير من الأمم والشعوب إليها؛ إذ إن المياه والمزروعات قد كانت، وما زالت، المكانَ الأكثر إغراءً للحروب والمنازعات والقبائل المتنقّلة. ومما يؤكد هذه النظرية أن أكثر القبائل التي مرت بتلمسان قد حاولت أن تستقر فيها، وأن تضيف إليها في كل مرة إضافات عمرانية هامة ما زال بعضها قائماً حتى الآن، وعلى حين غدا بعضها الآخر آثاراً تنطق بما كانت عليه في الماضي.


الشخصية العمرانية والفنية منذ القِدَم كان بعض التلمسانيين يعتقدون أن مدينتهم أزلية البناء، وأن بعض القصص المذكورة في القرآن الكريم قد حدثت في تلمسان. وقد ذكر ابن خلدون هذه الناحية واستبعدها حين قال: « ويزعم بعض العوامّ من ساكنيها أنها أزلية البناء، وأن الجدار الذي ذُكر في القرآن في قصة الخضر وموسى عليهما السّلام هو بناحية أغادير ـ من تلمسان ـ ». ويروي « البكري » أن « أبا المهاجر » أحد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله قد كان أول من نشر الإسلام في تلمسان، إلاّ أن الشيء المؤكد أن عُقبة بن نافع قد مر بها في طريقه إلى المغرب العربي، إلا أن الآثار الباقية في تلمسان الآن تُشير إلى أن مدينة تلمسان الحالية قد بُنيت على أربع مراحل بأربعة أسماء. • أغادير: وقد بناها البربر. • بوماريا: وقد بناها الرومان. • تافرارت: وقد بناها المرابطون. • المنصورة: وقد أُنشئت على يد المرينيين خلال حصار السبع سنوات للمدينة القديمة. وأهم الآثار الباقية إلى اليوم ترجع إلى عهد المرابطين الذين قَدِموا إلى تلمسان على جِمالٍ عليها دروعٌ جلدية وبوجوه ملثّمة لا يبين منها إلا العينان، ولكنهم ما لبثوا أن استقروا فيها بزعامة « يوسف بن تاشفين » الذي يُروى أنه قد ساهم بنفسه في بناء الجامع الكبير في تلمسان وذلك في سنة 1125م، ولا يختلف هذا المسجد في تصميمه وزخرفته عن جامع « قرطبة » الشهير. ومئذنة الجامع الكبير في تلمسان تشبه إلى حدّ كبير مئذنة جامع قرطبة. وقد شُيّدت على قاعدة مربّعة، وارتفع بنيانها على هذه القاعدة، حيث انتهت في الأعلى بمربّع أصغر من مربّع القاعدة تحيط به شرفة يستطيع المؤذّن أن يُطلّ منها على المدينة بأكملها. وقد كانت الجدران الخارجية للجامع مطليّة بالجص، ومزيّنة بالفسيفساء. أما داخل المسجد فقد زُينّ بأقواس تنحني بأقواس صغيرة متعاقبة على شكل أوراق الورد. وعن النهضة والعمران في عهد الموحّدين قال ابن خلدون يصف ما كان عليه الأمر في تلك الأيام: « وصرف ولاة الموحّدين بتلمسان نظرهم واهتمامهم إلى تحصينها وتشييد أسوارها وحشد الناس إلى عمرانها والتفاني في تمصيرها واتخاذ الصروح والقصور بها ». وتزدهر المدينة مرة أخرى على يد المرينيين الذين بَنَوا في مدينة تلمسان ضاحية « المنصورة » بأسوارها، وقصورها، ومساجدها. وما تزال حتى الآن أطلال مسجد المنصورة يشهد على ما وصل إليه فن العمران في تلك الأيام. كما أن الفضل يرجع إلى المرينيين في بناء المسجدَين الباقيين حتى الآن في تلمسان ( مسجد سيدي بُومدين، ومسجد سيدي الحلوي ). وتختلف الزخرفة الداخلية لمسجد سيدي بُومدين عن زخرفة الجامع الكبير الذي بناه المرابطون في أن الأخير مزيّن في داخله بأعمدة مربعة قصيرة تعلوها أقواس على شكل نصف دائرة... إلا أن ما يلفت النظر في تلمسان الآن أطلال سور المنصورة الذي كان يحيط بالمدينة من الغرب، ويطلّ على التلال والبساتين المثمرة الممتدّة خلفه. وهذه الآثار ليست كلَّ شيء في تلمسان، فهي ما زالت تعجّ بمساجد ومدارس كثيرة تعود إلى العصور المختلفة من تاريخها. ويرجع الفضل إلى تلمسان في الحفاظ على كثير من أصول الغناء الأندلسي، وقلما تجد موشّحاً أندلسياً الآن إلاّ وقد ذُكر فيه مصدر الغناء التلمساني. وقد عاش في تلمسان كثير من الشعراء المشهورين مثل ابن خفاجة، وابن الخميس. وما زال أهل تلمسان يعزفون حتى الآن على آلة يسمونها « الرَّباب »، وهي أقرب الآلات إلى عود زَرْياب، وهي تشبه سمكة قرش صغيرة مقلوبة. ونغم « الحوفي » يرتبط غالباً بتلمسان، غير أن أصول الموسيقى الأندلسية التي وضع قواعدها « زرياب » علي بن نافع، قد انتقلت إلى تلمسان، وظلت محفوظة بها إلى الوقت الحاضر. هذه هي تلمسان موطن التاريخ، وملعب الزهور، وبلد المساجد، ونزهة النفس. تلمسان المدينة التي تَظُنّ أنها لأول وهلة بلدة شامية هاجرت بناسها.. وبساتينها بينابيعها وأغانيها.. بزهورها ونضرة الوجوه فيها، هاجرت من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب! وحين تقف على قمة من هضبة « لا لا... ستي » التي تحتضن تلمسان من الجنوب، وتمدّ بصرك إلى ما وراء مضيق البحر المتوسط تظنّ أنها مدينة أندلسية كبيرة هربت بأسطحتها القِرميدية، وقصورها، وموشّحاتها من عَدْوَة البحر في الشمال... إلى التلال العالية في الجنوب بعد أن تساقط نصف متاعها أثناء الرحلة.