مائة عام من العزلة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة الكتابة باستخدام التنسيق العام للويكي (استخدام صيغ ويكيميديا، إضافة روابط . . مثال لطريقة التنسيق ). الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة.
"مائة عام من العزلة" هي رواية للكاتب العالمي #تحويلجابربيل جراسيا ماركيز
يقول #تحويل"كرين برينتون" بأن (الكتاب والمبدعين هم أقرب العناصر لجوهر الموقف الانساني من #تحويلالحياة ) .. فهم أكثر البشر لمسا لجوهر قصة الانسان مع العالم ، ولعل #تحويلرواية ماركيز التي نحن بصددها ها هنا (مائة عام من العزلة ) هي أقرب دليل على صحة تلك العبارة.. المعروف أن "جابربيل جراسيا ماركيز" هو أحد الأسماء الأكثر بريقا في أدب #تحويلأمريكا الجنوبية والعالم كروائي وصحفي ، ترجمت كتاباته الى معظم لغات العالم . هو يحدثنا عن نفسه في احدى مقالاته ، فيقول بأن كفاءته و موهبته ( هما لقصاص محض من قصاصي القرى الذين لا يستطيعون العيش دون أن يقصوا شيئا سواء كان واقعيا أم لا ) ، والواقع عند "ماركيز " ليس هو (ما حدث بالفعل ، ولكن ما يصلح للحكي ) ولعل هذا المنطق هو مفتاح دخولنا الى عالم "ماركيز "الروائي ، وروايته "مائة عام من العزلة " تحديدا ، والتي يقول عنها في مجال آخر بأنها عبارة عن (أغنية في أربعمائة صفحة ) وهي مقولة لابد لها وأن تستدعي للذاكرة - وخصوصا اذا ما اقترنت بالصيغة الملحمية للرواية - ما يذخر به أدبنا وموروثنا الأدبي الشعبي من #تحويلملاحم عبرت الينا العصور على ألسنة الرواة "الحكواتية " و" شعراء الربابة " ممن سماهم "ما ركيز" ب "قصاصي القرى " غير أن لرواية "ماركيز " - أو أغنيته "مائة عام من العزلة " - على حد تعبيره - سمات تبتعد بها عن الأهداف والسياق المألوف للملاحم التي يذخر بها التراث العالمي من الملاحم ، فهي - مثلا -لا تتخذ صبغة الملحمة في اختيارها لبطل ملحمي أو شخصية معينة تستلهم منها مثلا أو خطاب اخلاقي معين ..فالبطولة يتقاسمها كل من المكان (قرية "ماكوندو" ) مع الشخصيات (عائلة "بوين ديا " و أهل القرية ) التي كانت النواة لقيام هذا المكان .. و اذا ما افترضنا أنه يمكننا عند دراسة رواية أن ندرسها على عدة مستويات ’ فسنرى أن رواية "ماركيز" على أحد أهم تلك المستويات هي سرد رمزي رائع ومتماسك لمسيرة الوجود الانساني و مشواره الحضاري على كوكبنا من خلال رؤية فريدة و غاية في الخصوصية يطرحها الكاتب دون أن يسقط هو أو شخوصه الروائية في بئر السيريالية الفضفاضة أو الجمود الخطابي ، فشخصيات الرواية - برغم غرابة أطوارها في أحيان كثيرة - نشعر بأنها من لحم و دم ، تتحرك و تتطور أمامنا على الصفحات انهم بمثابة عينة ميكروسكوبية تنبض بالحياة .. عينة تتسم بنوع خاص من الواقعية ، قد يجوز لنا أن نسميه - إن جاز التعبير - بالواقعية الملحمية ، تتمثل في آل "بوين ديا" بأجيالها المتعاقبة و شخصياتهم الغريبة والدقيقة الملامح و المرسومة بعبقرية منقطعة النظير جعلتها غاية في الانسانية رغم غرابتها ولعل أول اشارة تحكم بصحة افتراضنا برمزية حكاية آل" بوين ديا" هي نقطة البداية في تاريخ العائلة و التي جاءت في الثلث الأول من الرواية و التي تذكرنا بما يسمى ب "الخطيئة الأولى" و التي تروي لنا عنها الأديان السماوية الثلاثة أنها كانت بداية المشوار الانساني على الأرض ، كذلك تبدأ حكاية "ماكوندو" و آل "بوين ديا" بهروب كل من "خوسيه أركاديو بوين ديا" و زوجه "أورسولا" من شبح جريمة قتل أثقلت ضميريهما ، ثم تأسيسهما لمجتمعهما الجديد في حضن المستنقعات مع من صحبهما في رحلة الهروب القصة الغريبة مفعمة بإيماءات الخرافة و الميتافيزقيا شأنها شأن قصة الحضارة البشرية منذ بدايتها ، في ذلك الوقت البعيد ، عندما ( كان العالم جد وليد ، حتى كانت أشياء كثيرة يعوزها الاسم ، ولكي تذكر كان ينبغي أن يستعمل الاصبع في الاشارة إليها )إلى النهاية التي وضعها الكاتب فيما يشبه النبوءة بأن يأتي الوقت الذي تزول فيه كل آثار العالم البشري الذي ترمز له "ماكوندو" .. الوقت الذي يدرك فيه الانسان أنه (ليس له فرصة أخرى على ظهر البسيطة ).. بين هذه البداية و تلك النهاية المفزعة تمر "ماكوندو" في عمرها القصير و الرامز لعمر الحضارة بمراحل شتى و أحداث متباينة و فارقة تتبادل فيها دور المؤثر و المتأثر مع شخصيات آل "بوين ديا"على طول الرواية بداية من الروح الشغوفة لاستكشاف العالم لدى "خوسيه أركاديو" و تفكيره و خياله الطليق الذي لا يكون سوى لعبقري في طور البدائية بعقله ( الذي كان يمضي دائما أبعد من عبقرية الطبيعة ) تلك الروح التي تميزت بها الحضارة البشرية في طور ميلادها والتي تمثل ارهاصة لتلك الصورة المشوشة للعلم في نواته الأولى المختلطة بالسحر و الأسطورة التي تلقى بطلنا بذورها على يد "مليكادس" عميد (تلك الأسرة الغجرية الرثة الثياب التي كانت تضرب خيامها بالقرب من القرية بحلول مارس من كل عام ) بداية من قضيبي المغناطيس و انتهاء بمعمل الكيمياء الذي شهد محاولات "خوسيه" المحمومة لصناعة حجر الفلاسفة ، ثم آلة التصوير التي استخدمها في محاولة - لا معقولة - لالتقاط صورة الاله في اشارة لكون الميتافيزقيا التأملية كانت بمثابة النواة الأولى للتفكير العلمي .. ولعل التاريخ الانساني مليئ بهؤلاء الذين يملكون أرواحا شبيهة بتلك التي كانت ل "خوسيه أركاديو" الأب و أنهم المقصودين بتلك التحية السماوية التي ودعت بها السماء روحه متمثلة في تلك الزهور الصفراء الغزيرة التي سقطت من السماء (و كان على الناس أن يزيحوها من الشوارع بالمجارف و المذاري كي تمر الجنازة ).. نرى أيضا من خلال الرواية تطور الحضارة الانسانية في مظاهرها المختلفة بداية من العلم ثم السياسة و النظم الياسية منذ صورتها الأولية متمثلة في النظام القبلي ل "ماكوندو" و الذي تحطم مع دخول دون"أبولينار موسكوتي" الى الصورة كحاكم موفد من قبل الحكومة ، ثم تحولات الواقع السياسي في القرية على مدى صفحات الرواية ليتخذ صورا مختلفة شهدتها البشرية على مدى تاريخها من أشكال الحكم الدكتاتوري على يد "أركاديو " و العسكري عل يد الكولونيل "أوريليانو بوين ديا"
و لا نغفل هنا النموذج الاقطاعي ل "خوسيه أركاديو" الابن و الصراعات التي صحبت ظهور الأحزاب ثم الحكم الرأسمالي متمثلا في ظهور شركة الموز وظهور الحركة العمالية في القرية كمعادل ونتاج منطقي لوجودها ..
ولا يغفل الكاتب الدين كمعلم هام من معالم البناء البشري الحضاري ، فبعد ما يشبه الأمية الدينية يظهر الخطاب الديني متمثلا في الأب "نيكانور" و محاولاته لبناء بيت الرب عن طريق جمع التبرعات بواسطة عروض الارتفاع عن الأرض بقوة دفع فناجين الشيكولاتة الساخنة .. وكما يبدو الأمر اذا ما تتبعنا تاريخ الوجود الانساني وحضارته ، لا يمكن لنا تتبع تطورات حياة البشر في "ماكوندو" دون أن تتشابك وتتعقد خيوط هذه الحياة في أيدينا و الحقيقة ان الدهشة لتعتريك حين انتهاءك من قراءة الرواية التي استطاع من خلالها - و بمهارة منقطعة النظير- ادخالنا فيما يشبه التجربة المعملية ليطلعنا على كل القصة الانسانية صانعا بقلمه معجزة أدبية تلخص لنا قصة الحضارة البشرية من البدايات الأولى
الى النهاية المجهولة فيما يشبه انجيلا للقصة التي تحوي بداخلها كل القصص #تحويل[[]].