مستخدم:Esamserag

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الثلاث اتجاهات الخاصة بأى قضايا حب او جنس او سكس او زواج:

يوجد ثلاث اتجاهات فيما يخص اى قصليا حب او جنس او سكس او زواج . وسواء كان الحديث عن مجتمع بذاته او بخصوص كل المجتمعات فى الوطن العربي او فى اوروبا او فى شرق اسيا او وسط وجنوب افريقيا فربما سنجد ان هذه الاتجاهات الثلاث يمكن ان تمثل الجنس البشري كله. وهى اتجاهات سنقوم بتقسيمها حسب درجة القبول او السماح  او المنع والتحريم وبصرف النظر عن الانتماء السياسى او الدينى او العرقى وان كنا سنستخدم ذكر بعضها فقط لاظهار مثال ما او حالة ما.

1- الاتجاه الأصولى المحافظ: هذا الاتجاه بالنسبة لأى [قضية حب او جنس او سكس] [1] هو فى اساس تكوينه اتجاها اجتماعيا قديما ولكنه عادة ما يرتبط بالدين. وهو يرى ان اى مشاعر حب او اى افعال سكس او جنس انما هى عمل من اعمال الشيطان وهو عار قد لا يمحوه الا الدم. فأى افعال سكس رزيلة كبرى. وقد تصل العقوبة الى الجلد مائة جلدة فى ميدان عام هذا ان كان المرتكب او المرتكبة لأى عمل سكس او جنس هو او هى من غير المتزوجين. اما اذا كان المرتكب لأى جريمة سكس او جنس من المتزوجين او المتزوجات فتغلظ العقوبة وتشدد لتصل الى الرجم اى القتل عن طريق الرمى بالحجارة وقى ميدان عام . طبعا المقصود هنا هو ممارسة اى سكس او جنس كامل وغير شرعي اى بدون زواج . ولابد ان يكون هذا الزواج بشهادة شهود اى معترف به اجتماعيا. والاصل فى هذه العقوبة الشديدة هو ثلاث اهداف: الأول وهو الحفاظ على الأنساب وعدم انجاب ابناء غير شرعيين . والثانى هو حماية عرض وشرف الاشخاص والعائلات والقبائل. والهدف الثالث هو عدم اغضاب الله. والبعض قد يظن ان هذا الاتجاه نشأ فقط فى بعض البلدان العربية والحقيقه انه كان الأصل فى اكثر الشعوب القديمة حتى بين اليهود. وفى بعض المجتمعات كان تطبيق العقاب شخصيا وبعيدا عن الدين كأن يقوم احد افراد العائلة بقتل الفتاة التى تمارس الجنس او الرزيلة وذللك لمحو العار . بيد ان المسيحية لم تطبق هذه الحدود الشديدة ولكن تظل ايضا المسيحية واحدة من اهم الاتجاهات المحافظة الأصولية التى عارضت بشدة اى سكس او جنس غير شرعى بدون زواج. ومن الناحية العملية فان ما فرض على اى سكس او جنس من منع وعقاب قد فرض ايضا على اى مشاعر حب حيث ظلت مشاعر الحب هى الاخرى مفروض عليها قيود شديدة . ويوجد فى تراث كل المجتمعات صور كثيرة من صور هذا المنع وهذه القيود وموجودة ايضا فى كثير من قصص الأدب وكذلك فى افلام السينما. 2- الاتجاه المعتدل تجاه اى قضايا حب او سكس او جنس او زواج : ربما يكون من الصعب اثبات استقلالية هذا الاتجاه عن الاتجاه الاصولى فى معالجة كل قضايا الحب والجنس والسكس والزواج. ولكن من الاسهل اثبات انه مجرد تطور تقدمى لنفس الاتجاه الاصولى القديم . وقد يكون له اصول استقلالية فى المجتمعات المدنية القديمة . وايضا يكون السبب فى هذا التطور التقدمى هو تطور المجتمعات الى المدنية . اما السبب فى تطور النظرة الى كل قضايا حب او جنس او سكس او زواج سواء كاتجاه مدني مستقل او كتطور مدني لللاتجاه المتشدد الغير مدنى فربما يرجع ذلك الى انحسار الأسباب المتسببة قى التشدد وهى القبلية والتعصب القبلى وصغر المجتمعات والتى تتزايد معها الحساسية تجاه مثل هذه القضليا . هذا بالاضافة الى مزيد من استقلالية الفرد فى المجتمع المدنى فلا يصبح ارتباطه بالأسرة والقبيله كما هو فى المجتمعات الغير مدنية . ويأتى ايضا دور عملية التنوير والتعليم المتنامى فى المدينة ثم تنامى قيمة الفرد على حساب القيم الاجتماعية العامة بما فيها قيم العرض والشرف و الدين . ونستطيع ان نقول ان هذا الاتجاه كان هو السائد فى الشرق والغرب حتى منتصف القرن العشرين حتى بعد الحرب العالمية الثانية سواء فى اوروبا وامريكا وفى معظم ارجاء الوطن العربي وفى شرق اسيا ولكن بدرجات مختلفة ولكن يتبقى بين الجميع عوامل اساسية مشتركة . واول هذه العوامل احترام مشاعر الحب وفرض قيود اجتماعية على اى ممارسات جنس او سكس الا بعد زواج معترف به اجتماعيا مع الغاء جميع العقوبات البدنية والقاسية والمهينة للانسان مثل الجلد والرجم ومع ذلك فرضت عقوبات اخرى صارمة تصل الى حد السجن عدة سنوات فى حالة ممارسة اى سكس او جنس خاصة بالنسبة للمتزوجات . 3- الثورة الجنسية فى اوروبا وامريكا : هذا هو الاتجاه الثالث تجاه اى قضايا حب او جنس او زواج . وهو الاتجاه التحررى الحديث فى اوروبا وامريكا بالتحديد . انه الثورة الجنسية فى اوروبا . وهى ليست ثورة بالمعنى المعتاد عليه ولكنها سميت ثورة لما شابهت حتى الثورات السياسية بل الانقلابات العسكرية من سرعة فى التطور والتأثير . والحقيقة ان عملية شرح هذه الثورة الجنسية ودوافعها وملابساتها ومواصفاتها تحتاج ربما الى مجلدات كثيرة لكى يمكن ان نتفهمها جيدا . وهناك كثير من الأسئلة التى يمكن ان تسأل مثل هل هى ثورة على الأخلاق هل هى ثورة على الأديان هل هى دعوة الى الفسق والعربدة والانحلال ومن اسس هذه الثورة العجيبة ولماذا ؟ . والحقيقة ان مجرد سؤال مثل هذه الأسئلة يعنى الحكم المسبق عليها .

 واذا اردنا ان نلخص هذه الثورة قربما يكون ذلك مجديا .  نستطيع ان نقول ان ملخص هذه الثورة على اى ممارسات حب او جنس  او سكس او زواج انما يعنى منتهى الطريق ومنتهى او تغير اتجاه العلاقة بين الفرد والمجتمع والوطن والأخلاق والقيم والله والدين . وهى ليست بالضرورة تعنى انقطاع علاقة بقدر ما تعنى نغير علاقة .  ولكن العلاقة موجودة فى كل الأحوال . وربما يحدث التغير فى هذه العلاقة تدريجيا وبشكل غير محسوس لا يفطن اليه احد . وهذا يحدث فى كل المجتمعات .  وفى مجتمعاتنا الشرقية وفى كل قطر عربي تغيرت علاقات كثيرة دون ان يشعر بها احد ودون ان يطالب بهذا التغير احد .  وعلى سبيل المثال لا الحصر , العلاقة بين الأب والابن فى كل قطر عربي تغيرت بل انقلبت رأسا على عقب .  كان اتجاه العلاقة فى الماضى من أعلى الى اسفل .  الان صار اتجاه العلاقة من اسفل الى اعلى ولكن ظلت علاقة الأبوة والبنوة موجودة وربما اقوى من ذى قبل .  ففى الماضى كان الأب يريد والابن ينفذ .  اما الان الابن يريد والأب ينفذ .  ولا يستطيع ان يقول احد ان هذا انتهاء علاقة بين الأب والابن . هو فقط تبدل اتجاه علاقة وليس انتهاء علاقة .

كذلك الحال فى اوروبا وامريكا , تغير اتجاه علاقة الفرد بالمجتمع وبالوطن وبالأخلاق وبالقيم وبالله وبالدين . بدلا من ان تكون من اعلى الى اسفل صارت من اسفل الى اعلى . الفرد يريد والوطن ينفذ , الفرد يريد و الأخلاق تنفذ , واما بانسبة لله فلم يكن الفكر الجديد فكرا انقلابيا او كافرا بالله بالضرورة بل كان فى كثير من احواله فكرا استمراريا لفلسفة الايمان بالله ذاتها . فالله دائما هو الكامل الذى لا ينقصه شيئ والفرد دائما هو الضعيف الفقير الذى يدعوا الله لما يريد والله دائما هو القوي الكامل الذى كان وسيظل يعطى الفرد والعبد ما يريد .!!! وما زال الحديث لفلاسفة التحرر فى اوروبا فيقولون : الثورة الجنسية فى اوروبا لم تكن عصيانا للأخلاق . ان يمتلك الانسان جسمه وروحه هى الأخلاق ذاتها . واللا اخلاق هى ان يمتلكهم غيره . والحرية الجنسية هى افضل طريقة لتنظيم اى افعال سكس او جنس او زواج او خلافه اقضل من كل وسائل التنظيم الأخرى مثل القوانين والتشريعات الصارمة , تماما مثل نجاح فلسفة الحرية الاقتصادية او الاقتصاد الحر فى تنظيم السوق وبصورة افضل من كل القوانين الاشتراكية والشيوعية . وفى النهاية ماذا تريد المراة ؟ رجلا يصير حارسا لها , وماذا يريد الرجل ؟ امرأة تصير رقيبا وقيدا بل وسجنا لكل نزواته . فليأخذها وتنتهى القضية وتتحقق معها كل الطموحات الأخرى من تنظيم للجنس والسكس والأخلاق وخلافه . انتهى الحديث لفلاسفة التحرر الجنسى فى اوروبا . وبالطبع فقد يرى الكثيرون وربما الغالبية العظمى فى الشرق ان هذا الفكر مرفوض شكلا وموضوعا . فاى افعال جنس او سكس مرفوضة طالما انه لا يوجد عقد زواج تقليدي . وربما يكون رد الفعل هذا طبيعيا بين الطباع والعادات والتقاليد الشرقية والتى دأبت على النظرة المزدرية لأى افعال سكس او جنس خاصة اذا كانت بدون زواج , وحتى اذا كان المنطق الأوروبى قويا ويتفهمه الكثيرون من المثقفين فى الشرق تظل هناك دائما مشكلة التحمل , هل نحن نستطيع تحمله ام لا , وهل نطيقه ام لا . وبالطبع جميعنا يتفهم هذا . ولكن اللافت للنظر والمثير للدهشة حقا هو ان هذا الرفض لم يعد يأخذ الاتجاه المعتدل التقليدي الذى تعودنا عليه جميعا , بل أخذ يسير فى اتجاه متشدد أكثر من الاتجاه المتشدد القديم . فظهرت على العكس دعوات قوية وعنيفة تطالب بتطبيق عقوبات اشد من عقوبات الماضى السحيق مثل القتل والرجم لأى رجل او امرأة تخطئ ولو مرة واحدة فتمارس اى اعمال حب او سكس او جنس او خلافه . والأكثر دهشة ان هذه الدعوات القوية لم تخرج أبدا من كبار السن والغير متعلمين بل خرجت من الشباب الصغير والمتعلم والذى كنا نخشى منه ان يثور على عاداتنا وتقاليدنا مثل الشباب الأوروبى . ونستطيع ايضا ان تقول انه نشأت عندنا فى الشرق ثورة عنيفة فى مواجهة الثورة الجنسية فى اوروبا . انها الثورة اللاجنسية تماما فى الشرق . فالتحرر الشديد فى اوروبا والقيد الشديد فى الشرق . وتقريبا بدأ يتلاشى تماما فكر الوسط . اما ابيض ناصع البياض او اسود حالك الظلمة واختفت كل اللألوان الأخرى . الجنس البشرى حقا يسير فى عملية استقطاب عنيفة . والخوف كل الخوف ان تستمر عملية الاستقطاب الى أقصى مداها حتى ينسلخ جنسين من جنس واحد . وهنا حقا يسدل الستار على نهاية تاريخ بشرى طوبل الأمد ويبدا تاريخ جديد .--Esamserag 04:29, 16 مايو 2006 (UTC) [2]