دائرة سفير للمعارف الإسلامية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ترجع بدايات دائرة سفير للمعارف الإسلامية إلى بداية التسعينيات عندما أصدرت شركة سفير العدد الأول من الموسوعة، واستطاعت تحقيق إقبال كبير من القراء، فبدأ المشروع العملاق يأخذ طريقه إلى النشر، واستطاعت الشركة خلال ما يقرب من تسع سنوات أن تصدر 48 عددا في 24 مجلدا هي مجموع ما صدر من حرف الألف والباء حتى حرف الجيم؛ حيث صدر حرف الألف في 34 جزءا بلغ مجموع صفحاتها 2500، صفحة ضمت حوالي 1274 مدخلا، أما حروف الباء والتاء والثاء والجيم فبلغت 16 جزءا في 8 مجلدات، ضمت 631 مدخلا في 1232 صفحة شملت العلوم الإسلامية المختلفة، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، والتاريخ والجغرافيا، وترجمات الأعلام.

وقد تميزت الموسوعة بأنها خلاصة جهد جماعي في التأليف والتحرير والإخراج الفني؛ حيث شارك في التأليف عدد من كبار المتخصصين والأكاديميين في العلوم المختلفة، كما ساهم عشرات من الباحثين في العمل بالموسوعة، وبذلك خرجت الموسوعة عن كونها عملا فرديا أو محدودا لتصبح عملا جماعيا سواء في الكتابة أو التحرير.

وتميزت الموسوعة بأنها حوت تعريفات بالكتب والمفاهيم التي شكلت الثقافة العربية الإسلامية، وتكاد هذه الموسوعة أن تكون متفردة في هذا الأمر عن غيرها من الموسوعات؛ إذ يجد المطالع لها تعريفا بكتب التراث والأدب والفقه والسيرة النبوية والحديث والتاريخ وغيرها.

"دائرة سفير للمعارف" كانت من أوائل الأعمال التي تميزت بالجماعية في التأليف، كما أنها الدائرة التي انشغلت بمحاولة وضع يد القارئ على ينابيع الثقافة العربية سواء على مستوى المفاهيم والأفكار أو على مستوى الكتب التي شكلت العقل العربي المسلم؛ حيث أعطت الدائرة اهتمامها بتعريف القارئ بعيون التراث العربي حتى لا تقع خصومة بين المثقف وبين تراثنا، كما أن الدائرة اهتمت بتوسيع مفهوم العلوم الإسلامية لتشمل العلوم الطبيعية، ولا تقصرها على علوم التفسير والفقه والحديث فقط، وذلك انطلاقا من النظرة الإسلامية الكلية للكون والمعرفة.

وقد واجهت "دائرة سفير للمعارف" عدة عقبات في عملها؛ منها عقبة التمويل على اعتبار أن هذه الأعمال الموسوعية الضخمة لا تقوم بها شركات خاصة، وإنما تقوم بها مؤسسات مدعومة بقوة الدولة، كما واجهت الموسوعة أيضا ندرة المتخصصين في الكتابة إلى دوائر المعارف، وهذه الندرة ألقت بعبء ثقيل على القائمين على تحرير الموسوعة.

ورغم الجهود المبذولة في إصدار "دائرة سفير"، يؤخذ عليها أنها في أعدادها الأولى اتبعت طريقة في التناول أشبه بالطريقة المعجمية؛ بمعنى أنها أثقلت صفحاتها بالكثير من المصطلحات الفقهية والشرعية المتخصصة للغاية، وقد تنبه القائمون على تحرير الموسوعة لهذا الأمر وسعوا في موسوعة حرف الباء والجيم على وجه التحديد لتلافي هذه الطريقة. ويؤخذ على الموسوعة من ناحية الإخراج الفني أنها لم تنشر صورا شخصية للأعلام الحديثة التي تكتب عنها، ولجأت للهروب من هذا الأمر إلى نشر أغلفة كتب وصور تعبيرية، ويبدو أن المنهج الذي سارت به الموسوعة في بداية نشأتها وتكوينها هو الذي حكم مسارها بعد ذلك.

استأنفت "دائرة سفير للمعارف الإسلامية" العمل مرة ثانية عام 2005 بعد توقف دام عدة سنوات، وتستهدف "شركة سفير" إنجاز هذه الموسوعة الضخمة مع منتصف عام 2006، في مائة عدد، موزعة على خمسين مجلدا في حوالي ثمانية آلاف صفحة من الحجم الكبير، مزودة بالرسوم والخرائط والصور التعبيرية.


[تحرير] مصادر